يقول علماء النفس :
إن الكلمات الجارحة سميت جارحة لانها تسبب جروحاً حقيقية في الدماغ ،
و تميت عدة خلايا او تتلف عملها مسببة نوعاً من العطل في التفكير ،
و لهذا يعاني الشخص المجروح آلاماً نفسية و شعوراً سلبياً واحباطاً ،
ليس هذا فقط بل كثيراً مآْ يتحول الشخص المجروح إلى شخص فاشل غير منتج.
و الجارحون كثر .. ،
يجرح الأهل اطفالهم في لحظة الغضب و يهينونهم ، ثم يتساؤلون لمَ اطفالنا اغبياء ، و اقل تفوقاً من ابناء الاخرين .. !
و يجرح الزوج الغاضب أو النّكِدْ زوجته ثم يتساءل لم هي باردة شاحبة بليدة ،
و لم لا تبتسم و تتفاعل بخفة كما تفعل الاخريات .. !!
و يجرح الأخ أخاه و يسبب له آلاما نفسيا و خيبة أمل
فما إحلى الأخوه من غير جروح و أحزان
و في المقابل فالكلمات الطيبة المعسولة ، سميت كذلك لانها تخلف في الدماغ ذات الاثر الذي يخلفه تناول السكر او العسل ،
و كل هذه حقائق علمية مثبتة
وخير من هذا قول خالق البشر
( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ' تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ... )
فسبحان الله الخالق العظيم
أشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى العظيم وأكّد على فضل الكلمة الطيبة وعظم أجرها وذلك لماتسببه الكلمة الطيبة المعسولة من تقارب القلوب وغسل النفوس وتطييبها
وبالمقابل حذّر عليه السلام من كلام الشر بل إن الكلمة الواحدة قد يلقيها المرء لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا كما جاء في نص الحديث
( إن الرجل ليلقي الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا )
قالوا : ليس استحقاق مسافة السبعين خريفا في النارلذات الكلمة بل بسبب نتائجها وما ينتج عن هذه الكلمة من تفرق القلوب وقطع للأرحام والظلم الذي يقع بسبب هذه الكلمة فيستحق بسببها قائلها الدخول في النار بل ويهوي في قعرها مسافة سبعين خريفا فاللهم السلامة
ولذلك كانت الآية الأخرى واضحة صريحة :
( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار )
ولكم أن تطلقوا عقولكم في التفكير كيف أن الله ربط بين الكلمة والشجرة
فالشجرة الطيبة أو الخبيثة في الآيتين أصلها وأساسها " كلمة "
فاللهم اجعلنا من أهل الكلام الطيب
وقد عظم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى وخافوا من الوقوع في مزالق الافتتان في كلام الشر
فها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمسك لسانه بيديه ويقول " أنت الذي أوردتني المهالك "
مع أن الله بشره بالجنة على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام
فماذا أيها الصديق المبشر لو علمت عن حالنا بعدك وعن تساهلنا في الغيبة والنميمة والتجريح لعلمْت رضي الله عنك بمَ أدخلك الله الجنة ؟
وختاما ( قل خيرا أو تحلى بالصمت )
طبقها واقعا في حياتك تسعد في دنياك وآخرتك وفي بيتك ومع أصحابك وفي كل شأنك
فما أرشدنا الله إلا لما فيه خيرنا وصلاحنا وأسأل الله أن يجعلنا للحق متبعين وبكتاب ربنا وكلامه مسترشدين ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم متبعين . منقووووووووووووووول للفائدة